القائمة الرئيسية

الصفحات

خواطر أمومة (خاطرة لأم متعبة)

                          خواطر أمومة (خاطرة لأم متعبة)


حينما أدركت أني فعلا تغيرت، عندما استغنيت عن الناس و لجأت إلى رب الناس.

حينما أدركت أني نضجت وكبرت و اكتفيت بنفسي وأسرتي و بمن يحبونني، وركزت على تربية أطفالي، واعتمدت على الله ثم نفسي دون مساعدة أحد.

حينما أدركت أني، شفيت من مرضي بسبب مسؤولياتي، و المهام التي أتحملها ، و الروتين الذي أمارسه  يوميا، لكن هذا الروتين  رغم أنه ممل ، إلا أنه متنوع، و يعطي توازنا للحياة.

 قد يكون هذا الروتين مملل بالنسبة للأم و يشعرها بالضغط لكن إن نظرة إليه من زاوية أخرى بعين إيجابية، تجده مفيدا، وصحي لحياتها النفسية ، والذكي من يستغل الأوقات الصعبة فيحولها من محنة إلى منحة .

أن تكوني أمًا يعني أن تخلقي من التعب دفئًا، ومن القلق حنانًا، ومن السهر دعاءً.

حينما أدركت أن مع الأمومة لا مجال للمرض و لا وقت للأعذار لا وقت للتفاهة ، ولا 
وقت للإكتئاب، فالاكتئاب مابعد الولادة لا يحصل مع جميع الأمهات، لأن الرضيع لن يترك لك الوقت لتغلق على نفسك في غرفة مغلقة، و بالأخص إذا كان لديك طفل آخر يقوم بحركات الغيرة  ويريدك أن تهتمي به لوحده....

حينما أدركت أن الأمومة شفاء لكثير من الأمراض النفسية وفي نفس الوقت هي داء لكثير من الأمراض الجسدية ، فالأم التى لا تنظم وقتها ولا تربي أطفالها ، على تحمل المسؤلية ستتعب جسديا و نفسيا مع تقدم العمر، لكن صوت طفلك  وهو يناديك "ماما" كافٍ ليمحو كل تعب الدنيا.

 فلكل سعادة ثمن و ثمن الأمومة غالى وليس رخيص، وسنؤديه في كل الأحوال، فالأهم أنها تشفي جروح الماضي، وتعالج عقد الطفولة، واضطربات الدراسة و متاعبها.

حينما أدركت أن الأمومة ليست وظيفة ، إنها حياة أخرى تُولد معك عندما يولد طفلك.

حينما أدركت أن رحلة الأمومة هي الرحلة الحقيقية في الحياة،  لأنها رحلة لا تنتهي أبدا إلى القبر، كل الرحلات ممكن أن تنتهي إلا رحلة الامومة.

رحلة الطفولة ستنتهي.
رحلة الدراسة ستمر.
رحلة العمل ستمر.

إلا رحلة الأمومة ستكون مليئة باللحظات السعيدة ولحظات الضغط النفسي والأعصاب لكن إن لم تكبح الأم لجام اضطراباتها النفسية، وتداوي جروح الماضي ببلسم الحنية، وتطبطب على نفسها المتوترة بيد طيبة، لن تستطيع المضي قدما في هذه الرحلة بسلام نفسي وهدوء روحي، فحاولي التخلص من عقد الماضي و التربية القديمة التى تعتمد العنف كأسلوب تربوي، وتحرري من أفكارك الخاطئة عن الأمومة، وستصلين إلى بر الأمان  خلال هذه الرحلة الجميلة و الممتعة.

الأمومة متعبة و ممتعة لكن تستحق، فأجمل ما فيها، أنها تعلمك الحب كل يوم بطريقة جديدة، بصبر أكبر، وعطاء لاينفد.

أُمومتك ليست فقط حكاية طفولة تُروى، بل قصةُ نضجٍ تعشينها كل يوم وأنت تري أطفالك يكبرون.

حاولي أن تعيشي اللحظة مع أطفالك، وستمتعي بهم، إنهم سيكبرون ويرحلون، اشكري الله في كل لحظة تريهم يبتسمون.


أنت الان في اول موضوع

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق