القائمة الرئيسية

الصفحات

انتكاسة الطفل بعد نزع الحفاض، ماهي الأسباب؟ وماهي الحلول؟


 انتكاسة الطفل بعد نزع الحفاض:


ابني نزع الحفاض بمدة ورجع يبلل مرة أخرى ؟ ماهي الأسباب؟ وماهي الحلول؟

قبل عرض الأسباب و الحلول يجب أن نفرق أولا بين التبول اللاإرادي وبين الانتكاسة ، فيسهل علينا إيجاد الحلول

مفهوم التبول اللاإرادي:

    التبول اللاإرادي عند الأطفال هو أمر معروف ويحدث بسبب عدم اكتمال تطور الجهاز العصبي أو ضعف قدرة المثانة على التحكم بشكل كامل، وهذا شيء بديهي في كثير من الحالات للأطفال في سن 4 سنوات لذلك، لا يعكس التبول اللاإرادي حالة سلوكية سلبية أو نقصًا في التربية، بل هو مجرد جزء من مرحلة النمو.

   تشير الدرسات على أن ابن الثمانية عشر شهرا يكون قابلا للتدريب على التحكم بنفسه في الذهاب الى الحمام، و لا نستطيع أن نقول: إن الطفل يعاني من مشكلة التبول اللا إرادي إلا إذا تجاوز سن الرابعة.

مفهوم الانتكاسة:

أما رجوع الطفل للتبول ليلا في ملابسه بعد خلعه للحفاض، يعد مشكلة بسبب التلويث الذي يحصل، ومايشعر به الطفل من ضعف الثقة بالنفس، ويمكن لهذه المشكلة أن تترك في شخصية الطفل جرحا غائرا، و لهذا فلابد من العمل على معالجة هذه المشكلة بالحكمة و الوعي.

بعد تعريف كل من التبول اللاإرادي و الانتكاسة، يجب التفريق بينهم:

الفرق بين التبول اللاإرادي والانتكاسة:

أن التبول اللاإرادي هو عبارة عن مجرد جزء من مرحلة النمو، غالبا ما يكون السبب عضوي أو وراثي، لكن انتكاسة طفلك ورجوعه للتبول بعد أن خلع الحفاض ، فيكون السبب غالبا نفسي ، وتعد هذه المرحلة صعبة لأن الأم تشعر باليأس بعد المجهود الذي بدلته خاصة إذا بدأ الطفل بالتعلم ثم تراجع فجأة وعاد للحفاض، وقد تتنوع الأسباب وراء ما يحدث ولكن هناك حل ضروري، لذا يجب على الأم التحلي بالصبر و الهدوء، لهذا قال الله تعالى في سور لقمان:

"وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ۚ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"آية 14

هذه الآية توضح مدى المعاناة التي تمر بها الأم أثناء الحمل وفترة الرضاعة، ولكنها أيضًا تبرزأهمية دور الوالدين في تربية ورعاية الأطفال، وهي قد تكون بمثابة تذكير بأن التحديات التي يواجهها الأطفال في مراحلهم الأولى هي جزء من عملية النمو والتطور.

قبل ذكر الخطوات التي يجب أن تتبعها الأم لحل هذا المشكل ، فإن من المفيد جدا أن نتعرف على أسباب ذلك:

غالبا ما يكون هناك حادث معين أثار لديه درجة عالية من القلق و التوتر و الخوف، في مثل هذه الحالات، يكون دائما السبب نفسي، لهذا سنقتصر على ذكر العوامل النفسية لما لها من دور مؤثر جدا في معاناة الطفل من هذه المشكلة:

وهذه العوامل عديدة، منها:

أ- حصول تغيير في الروتين اليومي للطفل مثل بدء أول سنة في الروضة، مما يؤدي للتوتر وقلق الطفل بألاخص إذ لم تهئ الأم طفلها لدخول الحضانة أو تعرضه لسوء المعاملة من طرف أصحاب الروضة.

ب- بسبب الحمل ، حيث يشعر الطفل بأن مكانته باتت مهددة بسبب قدوم فرد جديد شد أنظارالأسرة لديه.

ت- قسوة الوالدين في تربية الطفل و الميل إلى استخدام العقوبة و الضرب.

ج-الشعور بالنقص وضعف الثقة.

ح-عدم تمتع الطفل بما يكفي من مشاعر الطمأنينة و العطف والرعاية، وذلك بسبب ما يلقاه من إهمال من لدن والديه و إخوته الكبار.

خ- تغيير المسكن القديم بالجديد، فتغير البيئة على الطفل يشعره بالتوثر و القلق.

د- فقدان أحد أفراد العائلة.

ذ- انفصال الوالدين.

ر- ربما يكون الطفل قد خضع للتدريب على استخدام المرحاض في وقت مبكر، لكنه لم يطور بعد القدرة على التحكم في التبول ليلاً بشكل كامل، قد يحتاج إلى مزيد من الوقت حتى يكون التدريب كامل.

ز-النوم العميق عند الأطفال الذين لا يستيقظون عندما تكون مثانتهم ممتلئة، مما يؤدي إلى التبول أثناء النوم، هذا أمر طبيعي في بعض الأحيان ويمكن أن يتحسن مع مرور الوقت.

ش- شرب الطفل كمية كبيرة من المياه وسوائل أثناء الليل، يتسبب في امتلاء المثانة والتبول في الليل.

حلول عملية لعلاج هذه الانتكاسة:

  رجوع الطفل للحفاض بعد أن تدرب على خلعه هي عبارة عن فترة وستمر، فقد تحتاج إلى أن يكون الأهل صبورين، ويستمرون في تشجيع الطفل.

- الاهتمام و التشجيع، و الترسيخ في ذهن الطفل أن عليه أن يبدل جهدا في ذلك، و أن يعمل بتعليمات أهله، و يتعاون معهم، وإذا كان مقصرا، ربما تكون هناك عقوبة خفيفة بحرمانه من بعض الأشياء التي يحبها، المهم هو إظهار الاهتمام بالمشكلة، وليس إظهار القلق من استمرار المشكلة، لأن القلق الوالدين قد ينتقل إلى الطفل، ويؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلة عوضا عن حلها.

- امتناع الطفل عن شرب السوائل بالليل بثلاث ساعات على الأقل.

- محاولة الذهاب إلى الحمام قبل النوم قد يساعد في تقليل التبول الليلي.

- محاولة وضع إناء قريب من الغرفة، فإن هناك احتمالا في أن يخاف الطفل من الذهاب ليلا.

- تدريب الطفل على الاستقاظ ليلا، من المناسب إيقاظ الطفل بعد ساعتين من نومه ليذهب إلى الحمام، وإذا أمكن إيقاضه بعد ثلاث ساعات من الاستقاظ الأول.

- المكافأة و العقوبة من الأمور المهمة في تخلي الأطفال عن العادات السيئة، مثل أن تمنح الأم نجمة عن كل ليلة أصبح فراشه فيها جافا، وإذا مضى على عدم تبوله أسبوعان، منحته عشرين نجمة، وتجمع العلامات كل شهر ، ويعطا في مقابلها جائزة محفزة.

- إذا عرفت الأم السبب الرئيسي في انتكاسة الطفل، سيساعد ها ذلك على إيجاد العلاج المناسب، وقد يكون من المفيد جدا جلوس الأم مع الطفل قبل النوم مدة عشر دقائق و التحدث إليه بحديث مطمئن ومشجع ومفرح، لان حديث مثل هذا ضروري لمنع حدوث التبول اللاإرادي مستقبلا.
- رواية القصص، من المعروف أن التربية بالقصة تعد أهم أسلوب تربوي ناجح، فعلى الأم حكاية قصة كل ليلة لطفلها، حتى يأخذ منها العبرة، فيتعلم خلع الحفاض و عدم الرجوع له مرة أخرى.

- استشارة الطبيب متخصص إذا استمر التبول الليلي أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى (مثل الألم أو صعوبة في التبول)، فلابد من استشارة الطبيب و لا سيما عند إخفاق كل المحاولات السابقة.

عادةً، ماتحتاج مثل هذه الانتكاسة إلى بعض الوقت فقط، بعدها يتوقف معظم الأطفال عن التبول الليلي في وقت لاحق مع تقدمهم في السن وتطورهم.


إليكم قصة محفزة تساعدكم في علاج هذا المشكل يمكن أن تحكوها لأطفالكم:


                           
                                بعنوان: الأميرة الصغيرة.   

    كان يا مكان ولا يحلو الكلام إلا بذكر نبينا خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم، كان هناك أميرة جميلة تعيش في قصر جميل مع أمها وأبيها وأخيها وفي يوم من الأيام وقع ما لم يكن في الحسبان، كانت الأميرة قد بلغت من العمر أربع سنوات، وفي ذلك الوقت كانت قد نزعت الحفاضة، وهي في عمر صغير في عمر السنتين ونصف وعندما أتمت أربع سنوات، في يوم من الأيام فجأة بللت الأميرة فراشها وأصبحت ملابسها مبللة ومتسخة وفراشها مبلل، فبدأت بالبكاء، وعندما رأت نفسها متسخة فدخلت عليها أمها إلى الغرفة ووجدتها في ذلك الحال.

 فقالت لها الأم: ما بك يا ابنتي ما هذا لماذا فراشك مبلل وثيابك أيضا متسخة لماذا فعلت هذا يا ابنتي؟


 قالت الأبنة: لا أدري يا أمي ما الذي أصابني، أنا جد متوترة هذه الأيام.


 قالت الأم: يا ابنتي هذا ليس من عادتك لقد دربتك جيدا على الذهاب للحمام، كل هاته المدة لم تتبولي في فراشك.


قالت الأبنة: نعم يا أمي، أنا أعلم ذلك لم أبلل فراشي منذ أن نزعت الحفاضة وأنا بعمر صغير.


 قالت الأم: يا ابنتي الصغيرة أخبريني ما الذي حصل معك، هل تعانين من مشكل ما، هل هذا بسبب الحملي أم بسبب تحولنا إلى البيت الجديد، أم بسبب دخولك للروضة لأول مرة؟ ما السبب؟ هيا قولي الصراحة، ما السبب الذي يقلقك ويزعجك حتى وصلت إلى هذه الحالة.


 قالت الأبنةسأقول لك الحقيقة يا أمي صراحة ما يقلقني هو حملك، أخشى أن يأتي أخي ويأخذ مكاني و ستصبحين تهتمين به أكثر مني ولن تهتمي بي بعد اليوم.


 قالت الأم: من أخبرك بهذا الكلام لا مستحيل، أن أقوم بهذا الأمر، فأنا أحبك أنت وأخوك وأنتم أبنائي وفلذة كبدي  ولا يمكن أن أفرق بينكم.


 فعلا هو سيأتي سيكون صغيرا ويحتاج إلى الاهتمام والرعاية ، أكثر منك لأنك أنت أصبحت ما شاء الله كبيرة وتعرفين كثيرا من الأمور، لكن هذا لا يعني أني سأهتم به أكثر منك أو أنني أحبه أكثر منك لا بالعكس، سأعطي لكل واحد منكم حقه أنت تأخذين وقتك وهو يأخذ وقته، وإن شاء الله عندما سيأتي أخوك إلى هذه الدنيا سنتعاون أنا وأنت، و نعتني به لأنه سيكون صغيرا ولا حول له ولا قوة له إلا بالله ثم بنا، سنجلس أنا وأنت ونغير له الحفاضة ثم نرضعه الحليب،  وبعد ذلك نتركه يخلد إلى النوم.


بعدها  نجلس سويا  ونلعب حتى تشبعي، وعندما يستيقظ سنلعب معه، هو أيضا.

 هل فهمتي يا إبنتي الحبيبة يا أميرتي هل فهمتي أنني أنا سأبقى دائما أمك التى تحبك كثيرا ودائما سأعتني بك، ودائما ستبقين أنت إبنتي الكبيرة الحبيبة والجميلة هل فهمت.


قالت ابنة : نعم يا أمي فهمتك يأمي الحبيبة الآن ارتحت نفسيا ولن أقلق من أخي مرة أخرى، وسأدرب نفسي مرة أخرى على الذهاب للحمام بدل التبول على نفسي.


وانتهت القصة بتغلب الأميرة الصغيرة على مخاوفها وقلقها بخصوص المولود الجديد فهمت أنه لن يأخذ مكانها، بعد أن شرحت لها أمها ذلك.







تعليقات